تبكي دمشقُ وقلبُ الصبِّ ما هجرَ ****رغم الفراق يأنُّ حائراً ضجِرَا
يقتاتُ من لوعةِ الأحزانِ لهفتهُ****وكم تراهُ مع الأيام قد صبَرَا
كفَّ الدموعَ عسى بالقرب يرجِعُها****وضاقَتِ العينُ بالأوجاعِ فانفجرَا
يا أيها الليلُ هلْ للوعدِ من أملٍ****يطوي الأنين الذي بالبُعدِ قد نُشِرَا
يا قاسيونُ ألا صبراً على خَبلي****وطول بُعدي يقايضُ الفؤادَ كَرى
وهذهِ الروحُ ما للروحِ من أَنسٍ****إذ أعلنتْ نحوكَ اللقاءَ والسفرَا
يا قمةَ الثلج إن الصدرَ منكبتٌ ****يغتالهُ الحزنُ بالآهاتِ قد دُثِرا
وفي هوى بردى أعلنتُ خاتمتي****وفي قلاع الصمودِ رُحتُ مُعتَمِرا
أقضي المناسك بالأبواب منتشياً****ويسجدُ القلب بالساحاتِ مُنكسرا
أكلّلُ النفس بالأزهار تاجَ رِضاً****بالياسمينِ وقد فاح الفضا عطِرا
هذي الليالي التي قد بتُّ أسهرُها****شوقاً وتوقاً ودمعاً هائجاً هَمِرا
سأجمعَ في الكاسات أحفظها****حتى أروّي بها الأشجارَ والثمَرا
لكن إذا لم تفي الرياضَ أجمَعها****قطَّعتُ أوردتي لأُكملَ النُذٌرا
فلا تقولوا إذا ما الموت يغمرني****(( أنّ الفتى بالرياض مات مُنتحِرا))
يا حبذا الموت في تراب فاتنتي****بين الربوع التي غنى لها الشُعرا
أدمشقُ إني أراكِ اليوم مملكتي****والغار تاجي وإني فارسُ الأمَرا
فليس بعد الشآمِ من شآمِ لنا****وليس لي غير ذرات الثرى بثرى
غداً أعودُ إليكِ دافعاً أسَفي****وأرفعُ الهامَ بالألحان مُعتذرا
لأكتبَ الاسم بالشريان أحفرهُ****دمشقُ أمي التي قد أنجبتْ دُرراِ
.................................................................
عذراً دمشق
يقتاتُ من لوعةِ الأحزانِ لهفتهُ****وكم تراهُ مع الأيام قد صبَرَا
كفَّ الدموعَ عسى بالقرب يرجِعُها****وضاقَتِ العينُ بالأوجاعِ فانفجرَا
يا أيها الليلُ هلْ للوعدِ من أملٍ****يطوي الأنين الذي بالبُعدِ قد نُشِرَا
يا قاسيونُ ألا صبراً على خَبلي****وطول بُعدي يقايضُ الفؤادَ كَرى
وهذهِ الروحُ ما للروحِ من أَنسٍ****إذ أعلنتْ نحوكَ اللقاءَ والسفرَا
يا قمةَ الثلج إن الصدرَ منكبتٌ ****يغتالهُ الحزنُ بالآهاتِ قد دُثِرا
وفي هوى بردى أعلنتُ خاتمتي****وفي قلاع الصمودِ رُحتُ مُعتَمِرا
أقضي المناسك بالأبواب منتشياً****ويسجدُ القلب بالساحاتِ مُنكسرا
أكلّلُ النفس بالأزهار تاجَ رِضاً****بالياسمينِ وقد فاح الفضا عطِرا
هذي الليالي التي قد بتُّ أسهرُها****شوقاً وتوقاً ودمعاً هائجاً هَمِرا
سأجمعَ في الكاسات أحفظها****حتى أروّي بها الأشجارَ والثمَرا
لكن إذا لم تفي الرياضَ أجمَعها****قطَّعتُ أوردتي لأُكملَ النُذٌرا
فلا تقولوا إذا ما الموت يغمرني****(( أنّ الفتى بالرياض مات مُنتحِرا))
يا حبذا الموت في تراب فاتنتي****بين الربوع التي غنى لها الشُعرا
أدمشقُ إني أراكِ اليوم مملكتي****والغار تاجي وإني فارسُ الأمَرا
فليس بعد الشآمِ من شآمِ لنا****وليس لي غير ذرات الثرى بثرى
غداً أعودُ إليكِ دافعاً أسَفي****وأرفعُ الهامَ بالألحان مُعتذرا
لأكتبَ الاسم بالشريان أحفرهُ****دمشقُ أمي التي قد أنجبتْ دُرراِ
.................................................................
عذراً دمشق